(على ما رزقهم من بهيمة الأنعام)

اشترط الشارع في الأضحية شروطا لطِيب لحمها، ليِعظُم شكر المضحي الآكل منها  لربه، ويؤجر المضحي  على ذلك مع أنه يقضي شهوة الطعام من أفضلِ اللحم، وهذا الإشباع لغريز الإنسان تحت إذن الشارع، مُعِين  على كمال التعبد لله تعالى، لأن كمال النعمة يدل على كمال العبادة، فكثيرا ما يذكرنا الشارع سبحانه بالنعم التي تقتضي مِنَّا كمالَ العبادة، وعليه فإن مراعاة الشارع لغريزة العبد بشهوة الطعام بالقصد الثاني، مُكمِّلةٌ للتعبد الذي هو القصد الأول من العبادة، وفي هذه النعمة بإشباع الشهوة البشرية إبطال للفكر الحداثي الذي يعتبر التدين سببا للعُقد النفسية، لأن التدين الكاذب الذي اخترعه الأحبار يقوم على تعذيب يالنفس المؤدي للهلاك، أما في شريعتنا فجعل الله كمال الدين بتمام النعمة، وسبحان من قال: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

3ذي الحجة-1444

22-6-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top