س: قلتَ سابقا إن حكمة شروط الأضحية هي لتمام أكل اللحم الطيب، ليشكر المضحي ربه على نعمة الطعام الذي هو القصد الثاني للشارع، ليعين العبد على التعبد الذي هو القصد الأول للشارع، ولكن ذلك لا يتحقق إذا تصدق بكل الأضحية وهو أعظم شرعا، فيفوت قصد الشارع بناء على زعمِك.
ج: إن الذي تصدق بكل الأضحية في الدنيا هو معاوِضٌ على خيرِ من شهوته الآن لو أكل الأضحية في الدنيا، فهذا قد جعل نفسه في ماله كالوكيل عن الشارع، ينفق من مال الله على عباد الله تعالى، وهذا استصغر شهوة الدنيا إلى جانب شهوة الآخرة في الجنة وفي عطاء الله، فهو أعظم شكرا وأكثر شهوة، ولكن شهواته مؤجلة، فحصل فضل الله على الآكل من الأضحية بالقصد الثاني وعلى المتصدق بها جميعا بالقصد الأول، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.