كثر المجددون في هذا الزمن ومن علاماتهم أنهم تتناقض عليهم ظواهر الشريعة، فتراهم يهدمون قول النبي صلى الله عليه وسلم: لتأخذوا عني مناسككم، بقوله صلى الله عليه وسلم: افعل ولا حرج، فلا يُبقون شيئا من قوله صلى الله عليه وسلم: لتأخذوا عني مناسككم، ويقلبون الحج رأسا على عقب، ويزعمون جواز أن يسعى الحج قبل طوافه، إذا كان المطاف مزدحما، وهذا هو تفريق الدين فيأخذ دليلا ويدَع آخر، ويسميه ترجيحا، ونسي أن الترجيح هو تعيين الدليل، الذي يعين فيه المجتهد عَين الدليل في عَين المسألة، كما يجب العمل بالأصل وحديث الباب: (لتأخذوا عني مناسككم) وقوله صلى الله عليه وسلم ( افعل ولا حرج) هو الاستثناء فيما سئل عنه ذلك اليوم ولا يتعدى لهدم كل الحج في حديث الباب (لتأخذوا عني مناسككم).