الحرية العدالة المساواة فكر باطني (حرق المصحف)

عندما يغضب المسلمون -وحُق لهم- على حرق المصحف بقصد إهانته، ويعتقد المعتدِي على المصحف أن هذا حرية، فهذا الحرق هو هدم لفكر باطني لمعنى الحرية الذي يدعو إليه المسلم الأخير،  ويريد أن يعترض على الحداثة بنفس فكرها، ويزعم بأن هذا  الفعل المشين هو إثارة للكراهية،  ونسي المسلم الأخير أن الديمقراطية بوصفها منتجا حداثية لا تُعطي محددات في الذهن من حيث المفهوم وتحقيق الحرية في الواقع، بل يتحدد الأمر حسب القوة التي تعين ما هو حرية وما هو كراهية، وليس لها قواعد الترجيح وشروط نظر كما هو في الشريعة، فلا داعي أن يتهم المسلمون الغرب بالكيل بمكيالين، لأن الغرب له مكيال واحد، يعين كل الحقوق الهائمة، هو مكيال القوة التي تحدد ما يجب أن تكون عليه العدالة والمساواة والحرية، وعلى المسلمين أن يخلَعوا من رؤوسهم فكر الحداثة الباطني وأن يرجعوا وراءهم فيلتمسوا نورا من دينهم في الحقائق العقدية والفقهية الإسلامية التي ضبطت بالأذهان، وبشروط تحقيق مناطاتها في محل الحكم في الواقع محل الدراسة، وحسْبُ المسلم الأخير إثما اليوم أنه جزء من الحداثة عندما يسمي قومَ لوط بالمثليِّين، ويريد أن يَرد على الحداثة وهي تطحنه في مفرداتها، وتهضمه في أمعائها الغليظة.

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

12 -ذي الحجة-1444

 30-6-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top