كيف بكم إذا أمرْتم بالتاريخ ونهيتم عن السُّنة

إن عدم التمييز بين العدم المحض كعدم المئذنة والمحراب في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وبين العدم الاعتباري المقصود شرعا، كعدم الأذان للعيد وصلى النبي صلى الله عليه وسلم بلا أذان وهو فعل يقتدى به، عدم التمييز هذا أدى إلى تحويل الشرع إلى عدم التاريخ، والعيش في تاريخ زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس حياةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويصبح  عدم التاريخ هذا  أشدَّ خطورةعندما   يَهدم عمومات الشريعة وأصولها وأقيستها وتحويلها إلى تاريخ، وهذا التحويل لعمومات الشريعة إلى تاريخ هو عين فلسفة الحداثة في الدين وهو تحويل الدين إلى تاريخ، والتاريخ إلى دين، بسبب فساد استعمال مقولة: لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي شرع في الترك المقصود الذي هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم كما بينته في ترك الأذان في صلاة العيد، وفساد الاستعمال هذا هو فك ارتباط ألفاظ الشريعة كالسنة والبدعة عن معانيها بسبب فلسفة التاريخ، وجعَل السنة كصلاة عمر -رضي الله عنه- التراويح عشرين ركعة بدعة، حقا ولَدَت الأَمة ربتها.

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

13 -ذي الحجة-1444

 1-7-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top