هَرِمنا… إياك وأن يفوتك الآن

لقد عبرت العِقد الخامس من العمر، وأنا أظن نفسي شابا، ولكنني كنت أفاجأ إذا دخلت على صيدلية أو دكانا، فيقول لي الشاب تفضل يا عم، فأتذكر أنني في العقد الخامس من العمر، وأعزي شبابي الذي مضى، وقلت لنفسي: (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا)، وعمَّا قريب مررتُ بعجوز  بلغت من العمر عِتِيّا، وإذا بها تسألني: كم الساعة يا حَجّ، فلم تُبق لي هذه العجوز مقالا، إلا أن أقول: (فلولا إذا بلغت الحلقوم) وحزمت حقائب دنياي استعدادا للمغادرة ونظرت في العمر، فوجدت الآتيَ غرر، والفائت قد مَرَّ، ولا أملك إلا الآن، ونظرت في الناس نظرة، فوجدتهم في سَكْرة، لا يفرقون بين القدوة ومَن جعله الله عبرة.

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

17 -ذي الحجة-1444

 5-7-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top