1-قال: يجوز الوقوف بعرفة في أي يوم من أشهر الحج وهي شوال وذي والقعد وذي الحجة، رفْعا للحرج عن الأمة وتيسيرا عليها (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، ولِيتمكن جميع المسلمين من الحج، إذ لا يُعقل أن يكلِّف الله المسلمين بالحج ويكون عرفة في يوم واحد لا يتسع لكل المكلفين، وإنه لا دليل على منع وقوف عرفة في أي يوم من أيام ذي الحجة، فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه المرضيين ولا التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أنهم منعوا أن يوقَف على عرفة في غير اليوم التاسع من ذي الحجة، ولا دليل على هذا المنع، وأما أقوال الفقهاء الذين يزعمون أن الوقوف لا يصح في غير التاسع من الحجة، فهم ليسوا معصومين والعصمة لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكل يُؤخذ منه ويُرَد.
2-أحببت أن تعرف سبب انقلاب الدين بين يدي الساعة، وهو في نمط الاستدلال بالعدم، الذي فشى بين يدي الساعة على يد المسلم الأخير، ونُقَضْتَ به المذاهب الأربعة مجتمعة، بجَعْل العدم دليلا والدليلَ عدما، حتى إذا انقلب السحر على الساحر، تناكر القوم في القول مع اتفاقهم في طريقتهم في الدين، التي أدَّت إلى هدم أدلة الشريعة بالعدم المحض، واتخذ مقولات وهمية ملتبسة بدلا من أدلة الشريعة، أما المعلم شكوكو فقد أدهشته الأدلة القاطعة التي تجيز الوقوف بعرفة على مذهب ابن الجيران، وقاس بقية أشهر العام على أشهر الحج، والعام عنده كله عرفة، والخلل في نمطية التفكير الديني في شوربة التيسير ورفع (الحَجّ)، وضرورة العودة إلى المنابع الأصيلة بدلا من أقوال الفقهاء غير المعصومين.