سبحان الذي خلق الجبرية والقدرية

1-كرَّم الله العباد وجعلهم مسؤولين عن أفعالهم الاختيارية، والإنسان يشعر شعورا ضروريا في نفسه بأنه مختار كشعوره بالجوع والعطش، واستدلوا لذلك بنظرهم الفاسد بأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة، وعَظُم شعور القدرية بالاختيار  حتى ظنوا  أنهم خالقون لأفعالهم لفَرْط شعورهم بالاختيار، وتركوا وراءهم أدلة الكتاب والسنة الصحيحة أن الله خالق كل شيء بلا حاجة لواسطة لأنه سبحانه يخلق بقوله (كن فيكون)، وأما الجبرية فقد آمنوا أن الله خلق كل شيء وتفرد الله تعالى بالخلق والتدبير  والملك بلا شريك واستدلوا بنظرهم الفاسد في الكتاب والسنة الصحيحة، حتى توهموا أن خلق الله لأفعالهم يناقض اختيارهم، فزعموا أنهم مجبرون بالرغم من شعورهم الضروري بالاختيار، فكل الطوائف تسرد نصوص الكتاب والسنة الصحيحة ولكن آفتهم فساد النظر.

2- فجعل الله تعالى أدلة القدرية حُجة على الجبرية، وأدلة الجبريةحجةعلى القدرية، أما أهل السنة فقد أعملو ا جميع ما جاءهم من ربهم وردوا متشابه الكتاب لمحكمه، فأثبتوا الاختيار للعبد وأنه مسؤول عن عمله، وأن الله خالق أفعال العباد بكُن فيكون ولا يحتاج للوسائط في الخلق، وبذلك حَلَق أهل السُّنة لِحَى القدَرية والجَبرية، وعفَّروا بالتراب وجه الشيطان، لأنه قدري بقوله : (وما كان لي عليكم من سلطان)، وجبري بقوله: (فبما أغويتني لأقعدن لهم صراط المستقيم)، والعبرة بصحة النظر ، لا بامتهان الكتاب والسنة على أصول الطوائف مع فساد النظر، وسرد المتشابهات وإفساد العامة بها، لأن الفرق بين أهل السنة والطوائف هو  في الأصول التي تكشف الذين في قلوبهم زيغ من القدرية والجبرية ويتَّبعون ما تشابه من الكتاب والسنة الصحيحة .

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

20 -ذي الحجة-1444

 8-7-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top