لا تعني كثرة الكتب الـمُبدأَفة والمجانية انتشار العلم، بل إن كثرة المراجع بين يدي الطالب في سِنِين دراسته الأولى سببٌ لتكاثر الظباء على خِراش، وهو رجل خرج لصيد الظباء وكلما هم بصيد ظبي برز له آخر، فانشغل بالآخر، وهكذا دواليك، حتى رجع بغير صيد مع كثرة الظباء، وقال فيه الشاعر: تكاثرَت الظباء على خِراش***فما يدري خراش ما يَصيد، وما أكثر من يرجعون بغير صيد مع كثرة الكتب، وتطوُّر الوسائل، ذلك لأن الأمر يتوقف على تدرج في التعليم، وحدة في الذهن، وتركيز في ضبط المسائل، والمعارض القوي في المناظرة العلمية في قاعات التدريس، و لا يضر ذلك قِلة الكتب إذا كانت الكتب بين يدي الطالب معتمدة، وجرى العمل بتدريسها، وثبتت كفاءتها في تخريج أساطين العلم.
