من الظلم أن يُنظر إلى اللغة أنها مجرد وسيلة تواصل، بل إن اللغة هي الأساس الناقل لخطاب التكليف الإلهي الأول في قوله تعالى: (وعلم آدم الأسماء كلها)، وهذا يعني أن اللغة تحمل رؤية الوجود في الخطاب الإلهي للإنساني، وإن تفريغ اللغة من هذا الحمولة الدينية المتعلقة بخطاب التكليف جَوْر على الدين والإنسان والعالم، بل إن الحمولة الفلسفية المنحرفة التي حُمِّلَت على اللغة هي سبب القراءات المنحرفة لنصوص الشريعة، حيث ترى الجميع يسرد نصوص الشريعة، ولكنهم يتفرقون في دينهم، وما ذاك إلا بسبب الفلسفة اللغوية التي أقحمت في فهم الخطاب الشرعي، وجوهرها أنها تتوسع في الوضع وتلغي الشرع، كما فعل العرب المانعون للزكاة حيث اتسعوا في الوضع، وهو أن قوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة) قاصر على المخاطب لغة، واحتج عليهم الصديق بالشرع في قياس الزكاة على الصلاة، وما زالت الحرب مستمرة .