قصة تعارض العقل مع النقل فلم هندي طويل

إن اختراع تعارض العقل مع النقل، ووهم ترجيح أحدهما، هو تناقض في أصول التدين نفسه، لأن النقل أصل، والعقل مناط التكليف أصل أيضا، ولا  يجوز أن تتعارض الشريعة في أصولها وبين الحق ذلك بقوله (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)، ولا يُتوصَّل إلى القيام بالتكليف مع اختراع التعارض بين الأصول الكبرى في الشريعة، ومحاولة نشر ثنائية العقل والنقل، تلك الثنائية التي تُمهِّد  للحداثة الدنيوية التي تقوم أصلا على تعارض الدين مع العقل، ثم إسقاط الدين، ويساعدها في ذلك جملة من الوعاظ من غير أن يشعروا  ولا  يدرون عاقبة اختراعهم التعارض المزعوم، من أجل أن يعيشوا في متعة الترجيح، وهُم لا يفرقون بين العقل وبين الهوى المذموم الذي هو الميل الطبيعي ويسمونه خطأ الفطرة، فتشابه عليهم العقل، والفطرة، والهوى.

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

2 -محرم-1445

 20-7-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top