إن إقصاء علوم الآلة كالأصول والنحو وشيوع السردية القصصية في الدين أدى إلى ظاهرة الفكر الزجاجي الذي لا يُمسك عِلما، ولا يحسن فِقها، ولكن تنعكس عليه مقاطع الفيديو الديني الذي يحفل بالإثارة والتشويق الرُّوحي للجمهور، وتسِيل الشريعة على سطحه دون أن تَحْفِرَ فيه حَرْفا، في ظاهرة التَّنحِيت حيث اللاَّمجتهد واللامقلِّد، والعدَمِية الدينية بسبب التدين الشخصي الذي تناقضت عليه متشابهات الأدلة، ويحسِب النَّحِّيت أنه على سُنَّة، وما هو إلا متتبع للمتشابهات، وخليط من الطوائف والأقوال الشاذة، وكقابضٍ على الماء خانَتْه فُرُوجُ الأصابع.