استطاعت الأمة أن تدون عقائدها وفقهها في متون فقهية تمثل النطق بالحكم النهائي بعد التداول، وسجلت ذلك في المتون العلمية بلغة أرقى من لغة القانون، لتعَبِّر الأمة عن نفسها، ثم شفَعَت هذه المتون لتعلم بشروح وحواشٍ لتفهم، وشقَّ على ابن الجيران وحزب الربَّة أن يتأولوها، فطعنوا فيها وفي أصحابها، ثم ذهبوا إلى الروايات لإعادة تأويل التأويل، وتفسير التفسير، وتحقيق التحقيق، ولكن وجدت لابن أبي زيد تحقيقا أمنيا، يُستنطق ابنُ أبي زيد تحت التعذيب في الرسالة بسياط ابن كِرَّام، ليشهد له بالفيزياء الإلهية المزعومة، ونسبية الإله-سبحانه- مع مخلوقاته، وعلى فرض لم ينجح التحقيق الأمني ، فملف التوبة الفجائية قبل الموت جاهز أصلا قبل التحقيق الأمني، حقا ولدت الأمة ربتها.