العلماء الذين اكتفَوا بأنفسهم ولم يكن لهم مذهب، انقطعت علومهم، وهذا لا يقلل من قيمتهم العلمية، أما العالم في المذهب فإن المذهب يحمي علمه ويتدارك عليه فيما أخطأ فيه ونسَبَه للمذهب، فكل الذين يظنون أنهم يقيِّمون المذهب ويصححونه ويحمونه، سيكتشفون في النهاية أن المذهب أكبر منهم، وأنه هو السِّجل المستمر الذي يحفظ علومهم، ويقيِّمها بمجموع علماء المذهب، ويتدارك عليها ويصححها، فالمذهب هو الذي يتدارك أخطاء أحد علمائه، فهم بمجموعهم أكبر من أي واحد منهم، ولو بدر من أحدهم شذوذ في الفتيا فسيضعها المذهب في الهامش أيا كان مركز ذلك العالم وقيمته العلمية، هذه رسالتي لمن يظنون أنهم يُحسِنون إلى مذاهب أهل السنة الأربعة، لأقول لهم إنهم هم أنفسهم من حسنات المذهب، لا أن المذهب من حسناتهم.