هل يصح السؤال: هل تثبت صفات الله تعالى أو بعضها بالعقل أم أن الدليل يجب أن يكون من الكتاب والسنة؟ يجاب على ذلك بأن هذه الثنائية بين الكتاب والسنة من جهة ويقابلها العقل من جهة أخرى قسمة ضيزى، وهي من تناقضات الوسط الديني المزيَّف، لأن الأدلة العقلية هي أدلة شرعية وقسم من أدلة الكتاب العزيز، فمناظرات إبراهيم عليه السلام مع المشركين أدلة شرعية عقلية قامت على بطلان اجتماع النقيضين الخالق والمخلوق في الذات والصفات، برهانها في نفسها، ولا تتوقف حجيتها على تصديق الكافرين بالنبوة.
أما الأدلة النقلية فتؤخذ مُسلَّمَةً، لأنها قائمة على تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم، وعليه فإن جَعْل أدلة الكتاب والسنة مقابِلةً للعقل هو جوهر الأديان الوضعية والمحرَّفة، وهو دليل الحداثة على بطلان الأديان، ومن المناسب التأكيد هنا أن الأدلة الشرعية تقسم إلى قسمين: عقلية ونقلية، والكتاب العزيز هو أصل الأدلة .