بسبب تعريف النموذج الدهري الحداثي الإلحاد بأنه: إنكار وجود الإله، وترتب عليه تقسيم أن الأديان كلها ومنها الإسلام مقابلة للإلحاد، فهذا خلل في التقسيم ترتب على خلل سابق في التعريف الشائع للإلحاد، حسب نموذج الدهرية المسيطر على الوسط الديني تعريفا وتقسيما، ولكن إذا بينا معنى الإلحاد شرعا، وهو تأويل ضروري الدين على وفق الأهواء، سيظهر لنا أن الأديان التي تُعَدّد الآلهة، وأن الله عاجز عن البعث، وإنكار بعث الأجساد، أو تناسخ الأرواح، أو النبوة مكتسبة بالرياضة الروحية مع تسليم تلك الأديان بوجود إله وعبادة ويوم آخر، فهي إلحاد بحسب معنى الإلحاد أنه تأويل ضروري الدين، والمهم في هذا الأمر هو بيان هيمنة الدنيوية الدهرية على التجديد الديني في مفاهيم الدعاة وخلطهم في التقسيمات، حقا ولدت الأمة ربتها.