(يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ)

1-(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) هل تصدق أن هذه الآية في سباقها ولحاقها، جاءت لتؤكد بيعة المسلمين وعهدهم مع رسول الله على نصرة الإسلام، وليس عهدا مع أي إنسان، بل هو عهد يبايع المؤمنون رسول الله على نصرة الإسلام في وجه المشركين هو عهد مع الله، وأكد الله تلك البيعة فقال (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).

2-هل تعلم أن الناس نسوا أول الآية وآخرها، وبيعة الله على نصرة الإسلام، واتبعوا متشابهها، وهجروا محكمها، هجروا عهد الله، وجعلوا القرآن عِضِين، فلم يأخذوا من الآية إلا كلمة اليد، فالكرامية زعموا أن الله -سبحانه- جسم لا كالأجسام، وهو متعدد الذوات: يد، وعين، وقَدَم إلخ، ومنهم من عطَّل وأنكر  إثبات معنى اليد، أما السلف فقد وفقهم الله تعالى ولم يتَّبعوا المتشابه، وانشغلوا بعهد الله في حمل الشريعة، وقالوا أمروها كيف جاءتها، وتفسيرها قراءتها، وفوضوا علم معناها إلى عالمها، ومنعوا تتبع المتشابهات، وجعلوا السؤال عنها بدعة، وانشغلوا بالمحكم وما تحته عمل،  فملأوا الدنيا فِقْهًا وعملا، أما متَّبعو المتشابه فلا حد لخصومتهم في الدين، لأن من خرج من حد الشارع لم يَعُدْ له حَدٌّ ينتهي إليه.

الروح المسافرة

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

8 -صفر-1445

24-8-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top