قام الفكر الديني المعاصر على إعادة تفسير النص الديني وتجاوز المذاهب المتبوعة التي سميت بالتراث، وتحول بذلك من الخطاب الفقهي الأصولي إلى دليل الخطاب الذي يعتمد أسلوب الإقناع، وامتهان نصوص الكتاب والسنة إلى تاريخ وحكايات، وكان من نتائج ذلك قطع الصلة بالتعريفات الدقيقة، والفروع المؤصلة، واتخذوا مكانها المعاني الساذجة والمتبادرة، فمثلا أصبحت الفطرة تُفسر بالميل نحو الطبع الذي هو عين الهوى المذموم شرعا، وصار الطبع بديلا للشرع، وهو عين الاتجاه الحداثي في التعريفات، حيث يكتفي بالمعنى الأوَّلي الجُملي بحسب ما يراه المتلقي، كالحرية التي تنضبط بأوصاف عارضة متغيرة ، هذه نماذج من مسخ التصورات والتعريفات الكلية الضابطة للتصورات ضبطا علميا، ذلك المسخ كان سببا في حيرة الناس، وتقلبات التدين، بسبب البعد عن المنهج النقدي الفقهي والأصولي للتعريفات.