جوهر التفكيك أن يتحول المركز إلى هامش والهامش إلى مركز ، لا أن تأتي بشئ من العدم، فالرجل هو القوام في الأسرة، والاتجاه ليس إلغاء الرجل في الأسرة، بل تحويله إلى الهامش وجعل المرأة مركزا، وأهل السنة هم الخلافة الراشدة والأموية والعباسية والعثمانية، يحولون إلى شتات ممزق كل ممزق، والشيعة واليهود الذين لم تكن لهم خلافة ولا دولة تصبح لهم الدولة والصولة، وهكذا إلى إن بلغ التفكيك الشريعة نفسها، في تحويل المذاهب المتبوعة التي مضى عليها عمل الأمة إلى الهامش، والأقوال المنقطعة، والروايات المضعفة إلى المركز، وقد حذَّر السلف من الأحاديث النبوية التي ليس عليها عمل الأمة، كجمع ابن عباس الصلاة من غير سفر ومطر ،وقتل شارب الخمر في المرة الرابعة، وهذا في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بقول الصحابي كقول ابن عمر بسجدة التلاوة من غير وضوء وفتوى ابن عباس بالمتعة رضي الله عنهما، مما ليس عليه عمل الأمة، فمن اتضح له النموذج الفكري الديني المعاصر أنه فكر تفكيكي لا يستغرب منه تحويل الهامش إلى مركز والمركز إلى هامش، وقطع ما وصلته الأمة، ووصل ما قطعته الأمة، وما ليس عليه العمل أصبح عليه العمل، وما عليه العمل فلا عمل، حقا ولدت الأمة ربتها.
الطريق إلى السنة إجباري
الكسر في الأصول لا يَنْجبِر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عَمان الرباط
13 -صفر-1445
29-8-2023
1 thought on “تفكيك الشريعة من الهامش إلى المركز وبالعكس (سجود التلاوة بغير وضوء)”
بارك الله بك يا فضيلة الدكتور, كلام ملخص وجميل!