إن تتبع المتشابهات وهجر المحكمات يعني أن المتشابه الذي يتطرق إليه الاحتمال سيبقى مفتوحا للاحتمالات دون تعيين، وكلما جاء أتباع المتشابه بمعنى جاءهم أخرون بمعنى آخر، وكلما جاء معنى نقضه معنى آخر ، وتستمر حالة عدم تعيين المراد الإلهي ولا نهائية المعنى، وهو جوهر نظر الحداثة إلى النص الأدبي والديني، فأتباع المتشابه لن ينتهوا إلى معنى، بل نهايتهم العدمية الشاملة في أحكام الشريعة، وهذا يعني إعادة ترتيب نصوص الشريعة ضمن النموذج الفكر ي الحداثي في فهم النص الديني، في مواجهة المذاهب الإسلامية السنية المتبوعة التي تمثل قراءة مستقرة للمعنى، وتمثل وعقبة كأداء أمام لا نهائية المعنى في الحداثة، لذلك كان تفكيك المذاهب السنية المتبوعة ضرورة مسبقة لسيادة الحداثة على مفهوم الدين والدين نفسه، باتهام المذاهب أنها جامدة بالنسبة إلى لا نهائيةالمعنى، ومطل المعنى ظلم.