ليس في مذهبي صلاة الغائب، ولكن لما أعلن الإمام في الأردن صلاة الغائب على أهلنا الذين قضوا في المغرب وليبيا، وكان ذلك مذهب سادتنا الشافعية، أحد المذاهب الأربعة المتبوعة، فهذا يعني أنني لست بين حق في مذهبي وباطل في مذهب الإمام الشافعي، بل أنا في صلاة الغائب أمام صواب بأجرين أو خطأ بأجر واحد، وهذا كله فيه رضا الله تعالى، أما مفارقة الجماعة فأنا متبع لباطل، والحق واجب في لزومها، مع الثواب بأجر واحد أو أجرين في صلاة الغائب، وفي هذا نور الجماعة على نور المذهب، فالحمد لله الذي أنعم علينا بالحق في لزوم الجماعة في الشريعة، والتقلب بين الأجرين والأجر الواحد في المذهب، فأيُّ رحمة أعظم مما نحن فيه في اختيار المذهب ومن الشريعة في لزوم الجماعة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).