ما زالت كلمة شيخ المجاهدين عمر المختار تتوارثها الأجيال وهي قوله: نحن لا نستسلم ولكن ننتصر أو نموت، وكان هذا أيام الاستعمار العسكري، وبعد هيمنة الرأسمالية الاستهلاكية على السلوك الاقتصادي الذي لا يبحث عن تلبية الحاجة، بل يبحث عن إشباع الرغبة، استطاعت ثقافة الاستهلاك المفرِط أن تحكم قبضتها يدها على المجتمع، في الرغبة في شراء الشاشات المسطحة والهواتف الذكية، والسيارات الجديدة، وأصبحنا في حياة مرفهة غارقة بالمديونية، وأجساد مستريحة وأرواح مرهقة، ونفوس معذبة، تشعر بظُلامة فقر النفس المتستر ة بالسيارات الفارهة، وشرب القهوة في شُرفات الشقق المرهونة، وتبحث عن خطاب السعادة في تدين مزيف، غارق في الإسراف المظهري فوق الاستطاعة المالية، ولكنه يسارع في حفظ أدعية قضاء الدين وتفريج الهم، والقصص الديني، وفتاوى (الشيف) بوراك في الطبخ، في محاولة لنسيان عقوبة التقسيط حتى الموت.