تبرعات الأطفال للعمل الخيري ليست خيرا

(وَٱبْتَلُواْ ٱلْيَتَٰمَىٰ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ فَإِنْ ءَانَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَٱدْفَعُوٓاْ إِلَيْهِمْ أَمْوَٰلَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ)

لا يجوز للطفل أن يتبرع من ماله ولو بموافقة وليه، وماله مضمون يجب رده إليه، ولا أعلم خلافا في ذلك، فما يجري على سمع الإذاعات أو في المدارس إنما هو استحسان اجتماعي لما هو قبيح شرعا، لأنه حرام ومفسدة، واستحسان هذا الحرام شرعا راجع إلى التأثر بالطبع البشري والتقدير  الإنساني للمصلحة، الذي يخضع للعادة الاجتماعية، وإذا أراد الوالد أن يُعَلِّم ولده التبرع، أن يعطي ولده دينارا ويأمر الولد بأن يدفعه في وجوه الخير، بحيث يكون الولد رسولا لوالده، كما يُلزم الأب في بيع وشراء الولد لوالده، لذلك يجب صيانة أموال الأطفال وحمايتها من الضرر المحض كالتبرعات، لأن الصبي محجور لنفع نفسه، وتبقى معاوضات الطفل المميِّز دائرة بين النفع والضرر متوقفة على إجازة الولي، أما التبرع من مال الصبي فهو درس مُبكِّر في الفساد المالي للأطفال.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

8 -ربيع الأول-1445

23-9-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top