ابتلى الله تعالى بني إسرائيل بأن يذبح فرعون أبناءهم، ليتوب الآباء من كبائرهم، ولو قُتل الآباء لم يكن حكمة في تربية الأبناء لأن الصغار غير مكلفين، وسنة الله قائمة، فإن شهداء أطفال المسلمين الأبرياء في فلسطين هي دعوة لأصحاب الكبائر من المسلمين الذين يأخذون الربا ويأكلون أموال الناس بالباطل للتوبة أيضا، وإن الأدعية والأذكار القادمة من مستنقع الكبائر هي مناورات كلامية مع الله لن تنفع أصحابها شيئا، وإن معاندة أصحاب الكبائر هَدْرٌ لمقاصد الشريعة في استشهاد الأطفال لمراجعة الذنوب والتوبة منها، ولا يوجد حدث في العالم خار ج عن التدبير الإلهي والحكمة العظيمة لله سبحانه، المتصرف في ملكه بما يشاء، فالآباء والأبناء والمسلمون جميعا والأعداء كلهم في قبضة التدبير الرباني، وكل الأحداث مسطورة في اللوح المحفوظ علمها الله تعالى علما أزليا.