1-فلسفة النظر الغربية في التحليل السياسي أنهم يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وأن أسباب الحروب ونتائجها هي حالة حتمية ضرورية على طريقة حتمية التاريخ عند هيجل، وهي قائمة على أن العالَم مكتفٍ بنفسه، وأن الإله قد أودع القوى في الكون، ثم تعمل هذه القوى بنفسها، كتعبئة الساعة ثم تعمل بنفسها، وهذا خلل في الكلي يؤثر في فهم الأحداث الجزئية لأنه يتجاوز التدبير الإلهي المستمر وفق سنن كونية ربانية.
2-وهذا التحليل الذي لا يفقه التدبير الإلهي وفق سنن كلية، “وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا”، يتجاهل التدبير الإلهي وسننه الكلية الجارية بعناية إلهية في كل لحظة، وستبقى التحليلات الدنيوية الظاهرية قاصرة، ولا تمثل الصورة الكاملة، حتى توضع الأحداث تحت كليات السنن الإلهية منذ الخلق الأول في الجنة وخروجهم منها إلى دار الابتلاء ثم الجزاء في الآخرة (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)، ولا يُدرَكُ مراد الله تعالى في تدبيره إلا على قدم العبادة.