1-ليس غريبا ما يتوالى من أنباء يهود وتصريحاتهم بأنهم يفضلون أن يقتل الجندي أو المدني على أن يقع في الأسر، وذلك ليصدق فيهم قوله تعالى : (ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ)، ولكنهم يجدون في فداء الأسرى وحرصهم الكبير على أسراهم، فيصدق فيهم قوله تعالى: (وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ).
2-فعجبا أن يخبرنا القرآن بازدواجية يهود، الذين يقتلون أنفسهم لتحقيق غايات سياسية، وفي نفس الوقت يجِدُّون جِدًّا ما بعده جِدٌّ في استنقاذ الأسرى، ولو لا أننا نرى ذلك عيانا اليوم، لتساءلنا كيف يمكن أن يفَسَّر كتاب الله تعالى في اجتماع هذين الأمرين في ملة واحدة، ولكن صدق رب العزة إذ يقول: (هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُۥ ۚ يَوْمَ يَأْتِى تَأْوِيلُهُۥ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ)، فقد صدق في يهود تأويل كتاب ربنا (ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ)، (وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ).