(فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) سقوط فكرة بقاء دولة الكيان

1-إن مجريات الأحداث تتعدى إحصاء الشهداء أو قتلى العدو، أو الخطط العسكرية هنا وهناك، والتحليل السياسي إلى التحليل الفكري والهزات الفكرية التي هي أخطر  من نتائج الحرب أهلنا في فلسطين، ذلك أن العدو قد استنفد كل ما يعتقد أنها أسباب بقائه من الدعم السياسي والمالي الدولي والتقنية العسكرية، وقد أعد لكل ما يحتسب له عدة، واختبأ خوفا من الموت وراء الأزرار والشاشات في معركته مع المؤمنين،

2-ولكن قوة المؤمنين لا تستمد من الأسباب المادية، بل من الإيمان وتمني الشهادة في سبيل الله، وهذه الأسباب غير قابلة للتقليد والسرقة، ولا للتدارك، فهذه العقيدة ليست برمجية تحتاج نظام ويندوز، ولا ينفع فيها جوجل، ولا تؤخذ على شكل حقن في العضل، وهذا يعني أن سبب بقاء العدو المادي غير قابل للتمديد، وأصبح منتهيَ الصلاحية.

3- وإن القوة السياسية والعسكرية المفرطة بيد العدو تصبح هباء في أيدي المهزومين عقائديا، يقتلون بها مزيدا من الأطفال والأبرياء المحاصرين الذين لا يجدون بدا من العودة إلى دينهم بعدما تخلت عنهم الدنيا، وأن الله أولى بهم من الناس (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)، وإن التحليل المادي الحداثي لواقع الحرب عاجز عن إدراك سنن الله تعالى في قيام الأمم وزوالها، لذلك سيبقى تحليل الحداثة للنصر والهزيمة نفعيا (براجماتيا) يتبعه في ذلك أذناب جُحْر الضَّب.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

20 -ربيع الآخر-1445

3-11-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top