حروب فلسطين والارتدادات الفكرية للتجديد الديني المعاصر (أين هي المحجة البيضاء)

1-قام التجديد في الفكر الديني المعاصر على إعادة النظر في النص الديني وتجاوز المذاهب المتبوعة، ولكننا اليوم نرى نتائج تناقضات التجديد الديني في الحرب في فلسطين حيث توظف النصوص الدينية الجزئية تحت الأصل الكلي في طاعة ولي الأمر ولزوم الجماعة لخذلان المسلمين في فلسطين، ثم الحشد المضاد للنصوص الجزئية الآمرة بفرضية الجهاد إذا احتلت أرض المسلمين تحت أصل الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهدم كلي لزوم الجماعة والحفاظ على الدولة.

 2-فإذا تصارعت النصوص الجزئية وتهادمت، فذلك  يعني تهادم الأصول الكلية للشريعة، لأنها مستفادة من الجزئية، وإذا هدم الأصل الكلي فات النص الجزئي ودخله الاحتمال، وأصبحت تناقضات النصوص الجزئية الآمرة بالجهاد والحفاظ على الإمامة التي هي الدولة، مشروعَ صراعٍ فكري ينذر بانشقاقات دينية تفكك المجتمع كله، وتحوله إلى ذئاب منفردة، بينما العدو يحشد نفسه والجماعة الدولية لدعم مشروعه الدموي، وقادر على سحق الذئاب المنفردة التي نشأت نتائج فكر ديني جزئي أخفق في الجمع بين أصل لزوم الجماعة للمسلمين وبين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفرض الجهاد، ولم يتمكن من إعادة ترتيب النصوص الجزئية تحت أصولها الكلية الضرورية والتكميلية، ويَرُد الظنيات المتشابهة للقطعيات المحكمة، بحيث تظهر المِحَجة البيضاء القاطعة التي لا يتنكبها إلا ضال، ولا يزيغ عنها إلا هالك. 

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

25 -ربيع الآخر-1445

8-11-2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top