كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، وأعتذر عن وصف الفكر الحداثي بأنه كذاب، لأن في ذلك تضليلا للناس، والحق أن الحداثة تقوم على فلسفة الإفك، لأن الكذب إخبار بغير الحقيقة، أما الإفك فهو قلب الحقائق، بحيث يصبح الضحية مجرما، والمجرم ضحية، لقد صعب عليَّ الدور التمثيلي غير المتقَن لذلك الكذاب الأشر الذي يبكي على ضحايا اليهود بينما أنيابه في لحوم أطفال فلسطين، وهذا النوع من التمثيل الردئ يحاول فيه المهرج الدموي والسياسي الأفاك أن يجمع بين الإفك والإدهاش في القدرة على البهتان، وممارسة التقية في حقوق الإنسان، فيما يمكن أن يسمى بسياسة التماسيح في المستنقع الدولي، وهي تعَضُّ بأنيابها على الضحية تنهمر الغدد الدمعية بالدموع، فيظهر أنها تبكي بينما هي سعيدة بالعض على الفريسة، وتبدي قلقا على المدنيين إلى حين قتلهم وتهجيرهم.