1-لا مشكلة إذا جاءتك دعوى تاريخانية الشريعة من اللاديني، لأن الشيطان جاءك صريحا يحمل فأس التاريخ ليهدم به استمرار الشريعة، ثم يُحَيِّد الفقه المستمر بدعوى الثابت والمتغير، لكن المشكلة إذا جاءك الشيطان يحمل سبحة في يده، مُخَبِّئًا فأس التاريخ وراء ظهره، ويقول لك إن فقه الجهاد كُتب في فترة القوة ونحن الآن في فترة الضعف، فنحن في الفترة المكية، ولسنا في مرحلة القوة في الفترة المدنية، وذلك بذريعة تاريخية، كما هُدمت السنن وصارت بدعا بالفهم التاريخي لمقولة لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2- وهذا الإشكال التاريخي المتحكِّم في فهم النص أدى إلى اختلالات في تفسير الأدلة الجزئية، وانقلابات في الأحكام الفقهية بين يدي الساعة، لأن تلك الرؤى التاريخية هي رؤى فكرية، وليست اجتهادات فقهية استكملت شروطها، وفي حال انقلاب حقيقة الجهاد الشرعية بسبب اضطرابات الفكر المعاصر في الجهاد والدولة، والتفسير التاريخي في الضعف المكي والقوة في المدني، والغلو في التكفير المتحلل من الشهادتين للمسلمين، سيجعل من الجهاد حربا أهلية طاحنة داخل الأمة، وليس سياجا لحماية الأمة من الغزو الخارجي والكيد الباطني الشيعي الداخلي، وستدفع الدولة والشعب معا ثمن تضييع حقيقة الجهاد وبوصلته بسبب الرؤى الدينية الفكرية المتعثرة بالتاريخ تصريحا أو تلميحا.
فلسفة التاريخ، فلسفة الدين، تاريخانية الشريعة، الدهرية المبطنة،
الطريق إلى السنة إجباري
الكسر في الأصول لا يَنْجبِر
عبد ربه وأسير ذنبه
أ.د وليد مصطفى شاويش
عَمان الرباط
26 -جمادى الأولى-1445
9-12-2023
بارك الله فيك مولانا ، للأسف أصبحنا اليوم نطلب من بعض الناس أن يدعو بالنصر للمجاهدين في غزة فتراه يرفض ذلك ويبرر بذلك أن المقاومة هي السبب في تقتيل المسلمين في غزة بسبب هجوم 7 أكتوبر ، وكأن الصهاينة في السابق لم يبادروا في قتل المسلمين ، وكأن الصهاينة لم يحتلوا فلسطين ولم يبادروا في احتلالها ، فتراهم يعظمون قوة اليهود ويعظمون قوة أمريكا وأننا لا يمكن أن نقهرهم ، هؤلاء هم المتخاذلون وهم سبب ضعفنا واحباط معنويات شبابنا بكلامهم المسموم وبث الطاقة السلبية في نفوس شبابنا ، حسبي الله ونعم الوكيل .