ليس العالم اليوم بأفضل منه عما كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بهيمنة القوة المالية والسياسية وتركزها في الغرب، ولكن هذه الهيمنة تعززت بسطوة فلسفية كونية في الحداثة وقدرتها على اختراع القوانيين ومناهج البحث الخادمة لقانون الطبيعة الحتمية، وقد جعلوا من حداثتهم وفلسفتهم وقوانيهم أمرا جبريا على الأمم باسم العالمية والدولية، ولم تكن مؤسسات المجتمع الدولي السياسية والاقتصادية إلا تطبيقا للجبرية على المستعمرات السابقة، التي لم تكسر إرادتها في حروب الاستقلال ولكن تلك الإرادة انتُزعت بالقوانين الدولية الجبرية، وليست غزة مستقلة اليوم إلا لأن غزة خارجة على الجبرية الدولية، ولكل فرعونٍ موسى، ويومُ الحرب على غزة الصامدة له ما بعده.