1-(وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) اللافت في الآية وضع الكتاب أثناء القضاء الإلهي، الذي هو المعيار للحق الذي بينه الله تعالى للناس ، فالمحاكمة ليست سرية بل بحضور الميثاق بين الله وخلقه، وأعلنه الله على الناس في الدنيا (هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ)، فهذا القرآن دليل صدق النبوة، وهو في الدنيا الهادي للشهداء في طريقهم إلى ربهم، يتلونه اليوم آناء الليل وأطراف النهار.
2-وعليه فالمحاكمة الإلهية ضمِنَت العدالة بإرسال البيان للناس، فيه الحق الذي أخذ الله عليه العهد من النبيين والشهداء والصديقين في الدنيا، ثم وُضع ذلك الكتاب لإقامة البينات أثناء المحاكمة في الآخرة، وعلى هذا البيان في الدنيا يكون الثواب والعقاب في الآخرة، أما المواثيق الظالمة فقد انتهت صلاحيتها في دار الظلم، وأصحابها يكفرون بها ذلك اليوم (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ)، وإذا كفر بها أصحابها في الآخرة، فلماذا نحن نؤمن بها في الدنيا؟!.