هل الحرب مع اليهود  دينية أم سياسية من أجل تحرير الأرض

1-تحليل السؤال وبطلان تقسيم الديني والسياسي:

أ-هذا السؤال يفترض الفصام بين الدين والسياسة، فهو سؤال يعبر عن تناقضات الحداثة، التي تنظر إلى الدين أنه وضع إنساني وهو متبدل حسب الظروف التاريخية والممارسة البشرية، والحروب الدينية التي قامت على ضوء ذلك الصراع التاريخي، وما نتج عن ذلك من الحداثة التي فصلت الدين الوضعي عن معبد المنفعة، وعلقت على صدرها صليب الذهب والنفط والدولار، فهذا الفكر أوْلى بالإبطال من جواب السؤال.

 ب-لذلك أدعو إلى سَحْب هذا السؤال الملغَّم بالحداثة من التداول بين المسلمين، لأنه يُوقعهم في الاضطراب بسبب فك الارتباط بين المعاني الشرعية وألفاظها في الدين والسياسة، في وقت تغلغلت فيه أفعى الحداثة وأمْسَت أسوَدَ سالخٍ له زبيبتان يجثم في ظلام الفكر والإعلام والسياسة.

2-الجواب في حديث جبريل عليه السلام:

من هنا نعلم أن ديننا هو وضْعٌ إلهي سائق لذَوي العقول باختيارهم إلى الخير في الدنيا والآخرة، وهو على ذلك شامل لكل فروع حديث جبريل عليه السلام، وهو المرجعية الشاملة للمسلمين بقوله صلى الله عليه وسلم : هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم، ولا يمكن لقضية فلسطين أن تخرج عن الإيمان وهو العقيدة، والإسلام وهو الشريعة، والإحسان وهو الأخلاق، وعلامات الساعة وهي فقه سياسة المتغيرات والاضطرابات الفكرية  بين يدي الساعة، وإن الأسوَدَ السالخَ ذا الزبيتين تستَّر تحت ظلام الحداثة الحالك وتسبب في فك ارتباط معاني الشريعة عن ألفاظها، وتحول إلى نظام تشغيل أدى إلى ظهور الزيف المقدس على شكل متحورات دينية  تشبه الدين، ولكنها ليست منه، حقا ولَدَت الأمة ربتها.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

21 -جمادى الآخرة-1445

3-1-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top