الأنبياء يأخذون بالأسباب الكونية

1-إن الله تعالى أمر عباده بالعمل على السنن الكونية، وكان هذا من شأن الأنبياء عليهم السلام، أنهم ليسوا خارج هذه السنن، فهذا زكريا عليه السلام يتعجب من أن يرزق الولد على الكبر (قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا)، وكذلك أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام  (قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (53) قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (54)، وقد اقتدى بهم الأولياء فقالت مريم عليها السلام: (قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا) وكذلك قالت زوجة إبراهيم عليه السلام (قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ).

2-أما حال الواقع فقاعدون بانتظار المعجزات لتحقيق الانتصار، وخرق العادات لنخرج من المصائب التي صنعناها بأيدينا، وتجد الغارقين في مستنقع الربا يسألونك: هل نحن آثمون بسبب غزة، فقلت لهم: أنتم آثمون قبل حرب غزة وأثناءها وبعدها، حتى تخرجوا من المستنقع، والأدهى من كل هذا تارك الصلاة الذي يتمنى أن يموت ساجدا، ويبدو أن هؤلاء يعيشون في عالم من الخرافة، لأنهم  تنكبوا طريق الأنبياء عليهم السلام، الذين جرت عليهم سنن الله الكونية كغيرهم من الناس، وغزة ستكون درسا في السنن الإلهية في انتصار المؤمنين، ولا ينفع المسلمين أن يقولوا نحن أبناء الله وأحباؤه.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

1 -رجب-1445

12-1-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top