أحاديث الساعة بين الحقيقة والكناية

 

1-علامات الساعة جاءت بالكناية يفهمها الصحابي الحقيقة بلوازمها، بحيث يفهم منها تبدل الأحوال الدنيوية عامة، بقول النبي صلى الله عليه وسلم (وأن تَرى الحُفاةَ العُراةَ العالةَ رِعاءَ الشَّاءِ يَتَطاوَلونَ في البُنيانِ)، وعلى الحقيقة يفهمها من يعيش بين يدي الساعة، على أنها دلالة تنبيه في تغير الدنيا.

 2-فمن كانت لهم الدولة والخلافة وهم أهل السنة خرجت من أيديهم وصارت لمن لم تكن لهم الدولة والخلافة كالشيعة واليهود، بين مشروع دولة إسرائيل ودولة الولي الفقيه، بينما مشروع السُّنة في أرض التِّيه، وصارت الصَّولة للعالم الجديد وهي أميركا الياهومسيحية، وخرج الأمر من يد الدول العربية المركزية المديونة في تاريخ الإسلام كمصر، وأصبحت السياسة لدول الأطراف الغنية  الدائنة.ولم يَعُد الحكم في أبناء القياصرة، فقد انتهت الإمبراطوريات وأصبح الأمر للجمهوريات ورؤوس الأموال، الذين يغتنون بين عشية وضحاها في أسواق القمار الرأسمالية، ثم يطاح بهم بالطريقة التي صعدوا بها، وهكذا دواليك في تبدُّل الدنيا جميعا من الأطراف للمركز، والمركز للأطراف.

 3-كل هذا اتسعت له الكناية النبوية في الألفاظ، بإطلاق الجزء وهو تطاول رعاة الإبل في البنيان، وإرادة كل ما هو في مثله من تقلب الدنيا، فيما يعرف بمفهوم الموافقة، فحرم النص لحم الخنزير، وأراد كل أجزائه من عظم وسن وشحم وجلد، فسبحان من اختار اللغة التي تقدِر على أن تعبر بلغة يفهمها العربي في باديته في عهد الرسالة بالكناية، ويفهمها العربي بين يدي الساعة على الحقيقة بنفس العبارة، والمدهش أكثر أنها على نزلت على قَلْب النبي الأُمي صلى الله عليه وسلم.

الطريق إلى السنة إجباري

الكسر في الأصول لا يَنْجبِر

عبد ربه وأسير ذنبه

أ.د وليد مصطفى شاويش

عَمان الرباط

3 -شعبان-1445

13-2-2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top