1-إذا تأملنا الأدلة على الإسلام وجدناها برهانية محكمة على حقائق النبوة والألوهية، وتبقى ظاهرة على حى ولو هزم المسلمون سياسيا وعسكريا واقتصاديا وبين الله تعالى ذلك بقوله (وكلمة الله هي العليا) فهذه الكلمة هي العليا بصرف النظر عن واقع المسلمين قوة وضعفا.
2-أما فلسفة الدجال فهي تقوم على أمرين: جَزَرة المكاسب الاقتصادية، والمخاريق المدهشة للأتْباع، وإذا تأملنا هذين الأمرين نجد أنهما أدلة وهمية على القوة والتصرف، وليست أدلة برهانية على ذات الدعوى في الألوهية، وهذا هو عين أدلة الحداثة الاستعمارية التي تريد تسويق الحداثة من خلال بطش القوة وإقامة شبكات المكاسب الاقتصادية، والإدهاش في امتلاك زمام التقنية والصناعة ومنع الناس من امتلاكها، لإقناع الحَيارَى أن الحداثة الأوروبية هي نهاية التاريخ الإنساني، بحيث تبقى مخاريق الإنجاز حكرا عليها وتُحرم منها الشعوب المستضعفة، لتعزيز التبعية الثقافية والفكرية والاحتلال القانوني والمعرفي، ولكن الدجال سيكون أكذب منهم وأطغى، وإن كانوا شركاء في الصَّنْعة.