1-يَعرِض للنص المروي في كتب السنة الكثير من العوارض كالعموم والخصوص، والإطلاق والتقييد، والنسخ وعدمه، وغير ذلك من الاحتمالات في دلالة اللغة، أما العمل المستمر من الصحابة والتابعين فإنه ينفي هذه الاحتمالات، ويعَيِّن المراد منها، لأن العمل بالسنة من الصحابة والتابعين هو هيئة اجتماعية تشمل قول النبي صىلى الله عليه وسلم والفعل والتقرير وهذه الهئية الاجتماعية مُعَيِّنة للمراد بالمتشابه في الرواية، وهذه هي السنة العملية والطريق السابلة والمحجة البيضاء وعليها عمل الأمة المستمر في المذاهب المتبوعة.
2-وإن وجحود هذه السنة العملية المتصلة الـمُحْكمة سيُدخل الاحتمال على -الروايات في دواوين السنة النبوية، حيث تصبح النصوص متشابهات مغلَقة على الفهم، وجحود السنة المتصلة بالعمل أخطر من جحود روايات السنن حمَّالة الأوجه التي تسقط مع سقوط المحكمات، لأن المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك هي في العمل المتصل من عهد النبوة والصحابة رضي الله عنهم، وإن سبب ظاهرة الشقاق في الدين وإرهاق المطابع ودور النشر والتواصليات بالردود والمشاحنات الدينية هو تتبع المتشابه في الرواية، وعدم رد المتشابه للمحجة البيضاء في السنة العملية في عمل الصحابة التي لا تحتمل التأويلات الواردة على الرواية.